لم تزُل آثار جرائم تنظيم داعش من الذاكرة الإنسانية حتى الآن، تلك الجرائم التي شوهت دين الإسلام والإنسانية وفاقت كل التصورات البشعة. بالأمس كشفت الشابة الإيزيدية «بريفان» على قناة دوتشيه فليه الألمانية (العربية) كيف كان أعضاء التنظيم يحتجزون الفتيات الإيزيديات في غرفة ويدخل وحوش العصر إليهم لينتقوا إحداهن باعتبارهن سبايا.
وروت بريفان قصتها وصديقتها التي اقتادها التنظيم إلى جهة مجهولة بعيدا عن أهلها لتصبح سلعة رخيصة بين يدي هؤلاء، يتقاذفها الدواعش من شخص لآخر. للوهلة الأولى، قد يعتقد البعض أن جرائم الاغتصاب ضرب من المبالغة، إلا أن المثير في الأمر أن مقاتلي التنظيم لا ينفون تلك التهمة ويعتقدون أن ذلك ليس خطأ وأنه جزء من «الجهاد» الذي جيروه إلى نزواتهم ونزعاتهم الشخصية وشوهوا به صورة الإسلام المعتدلة والمتسامحة.
المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ» من عناصر منشقة عن التنظيم، تشير إلى أن العامين 2014 - 2015 كانا الأكثر رواجا لما يسميه التنظيم بـ «تجارة السبي»، وقد عمد التنظيم إلى جلب الفتيات من الموصل إلى سورية وبيعهن في أسواق «ليست علنية»، وبحسب المصادر فإن سعر السبية يتراوح بين 800 - 1000 دولار أمريكي. وبموجب هذا المبلغ تكون الفتاة الإيزيدية ملكا للمقاتل الداعشي، وربما يقوم ببيعها إلى شخص آخر بعد فترة من الزمن. ويحق لكل من يريد أن يشتري تلك «السبية» -بحسب دين داعش- أن يداعبها قبل عملية الشراء، وهذا بالنسبة لهم أمر جائز ودون مقابل. ولا تنفع لدى هؤلاء النداءات الإنسانية ودموع الفتيات التي تتوسلهم أن لا يكونوا كالسلع، باعتبار أنه -ينفذ شرع الله- حسبما يعتقد.
جدير بالذكر أن المقاتلات الكرديات في المناطق السورية، وضعن على أكتافهن رصاصة الرحمة، وهي الرصاصة التي تنهي حياتها في حال تمكن مقاتلو التنظيم من القبض عليهن، إذ تفضل تلك المقاتلات الموت انتحارا على أن لا تقع سبية في يد هؤلاء.